الاثنين، 16 مارس 2009

مدير حلبة أبوظبي: استفدنا من الأزمة الاقتصادية

أبوظبي - ا ف ب

تمضي أبوظبي عاصمة الإمارات قدما نحو بناء حلبة "فريدة" من نوعها في عالم الفورميولا وان برغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي ضربت العالم وأثرت بشكل مباشر أيضا على رياضة السيارات والفرق المشاركة في البطولة هذا العام.

وحظيت أبوظبي بشرف استضافة إحدى مراحل بطولة العالم لسيارات الفورميولا وان في الثالث من فبراير/شباط 2007، وبدأت من حينها الإعداد لبناء حلبة على جزيرة ياس التي ستحتضن سباق الجولة الأخيرة من البطولة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

"إنه مشروع فريد من نوعه في العالم"، هكذا علق الفرنسي فيليب جوردجيان الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات المولجة بتنظيم السباق في حديث إلى وكالة "فرانس برس".

أما لماذا يعتبره فريدا "فلأنه لا يمكن مقارنته مع أي مشروع حلبة آخر، إن كان من الناحية الهندسية التي تضيف سحرا خاصا على الحلبة أو من النواحي التكنولوجية والثقافية والفنية" حسب قول جوردجيان، الذي يعمل في عالم السيارات منذ 40 عاما وساهم بإطلاق سباقات إسبانيا وماليزيا والبحرين في الفورميولا وان.

ويضيف جوردجيان بكل ثقة "لا تتوقف فرادة حلبة مرسى ياس عند هذا الحد، بل إن فندقا فاخرا من فئة الست نجوم (يضم 500 غرفة) سينتصب في داخلها ما يسمح لنزلائه بمشاهدة السباق من غرفهم، فضلا عن وجود مرسى لليخوت داخل الحلبة يعطيها نكهة خاصة؛ إذ سيتمكن أصحابها من متابعة مجريات السباق من على يخوتهم".

وعن مدى تأثر مشروع الحلبة بمختلف مرافقه بالأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم وتأثرت فيها رياضة السيارات والفرق المصنعة لها بشكل مباشر، قال "عندما أطلق مشروع بناء الحلبة لم تكن الأزمة الاقتصادية موجودة، كما إنه لم يطلق لعام 2009 فقط بل إنه يتعلق بنظرة مستقبلية لعشرات السنين".

ورفض جوردجيان الكشف عن الكلفة الحقيقية لمشروع الفورميولا وان في أبوظبي مكتفيا بالقول "من الصعب تحديد الكلفة الخاصة بهذا المشروع؛ لأنه يدخل ضمن مشروع جزيرة ياس ككل، والمكلفة شركة الدار ببنائه".

لكن المدير التنفيذي لشركة الدار البريطاني ستيفن وورل كشف في تصريحات صحافية أن "التكلفة الإجمالية لمشروع جزيرة ياس تصل إلى نحو 40 بليون دولار"، مؤكدا أنه "تم إنجاز 60% من المرحلة الأولى للمشروع ومن ضمنها حلبة الفورميولا وان ومرافقها، وسيتم الانتهاء من هذه المرحلة قبل موعد السباق".

يؤكد المنظمون أن كل شيء سيكون جاهزا قبل السباق، فيقول جوردجيان "بالتأكيد، ستكون الحلبة جاهزة تماما وسنبذل كل الإمكانات لتكون جاهزة، إنه مشروع ضخم ومهم، ولكنه أصعب بكثير من مشاريع الحلبات الأخرى في العالم"، مؤكدا "قد تكون الحلبة جاهزة في يوليو/تموز أو أغسطس/آب، مسار السباق ومدرجات الجماهير وغرف الصيانة وكل المرافق التابعة للحلبة".

ولم يكن وورل بدوره بعيدا عن هذا الموعد بقوله "نحن نعمل الآن على الانتهاء من إنشاء منصات السباق، ومن المتوقع أن تكون جاهزة الشهر المقبل، وفي أيار/مايو سيتم فتح الممرات الخاصة بالمرسى، وفي يوليو/تموز سيتم الانتهاء من فنادق الجزيرة، أما في آب/أغسطس فسيتم الانتهاء من تجهيز مضمار السباق".

وإذا كان جوردجيان أكد أنهم "سيقومون بكل شيء لإتمام وإنجاز الحلبة ومرافقها وأن الأزمة الاقتصادية لم تؤثر على المشروع أو تؤخر الخطط الموضوعة لإكماله"، كان وورل أكثر إيجابية بتأكيده على أن "التأثر بالأزمة العالمية كان إيجابيا؛ حيث تمكنوا من الحصول على كفاءات وخبرات بشرية انتقلت للعمل معهم".

وحدد جوردجيان أبرز أهداف انضمام أبوظبي إلى عالم الفورميولا وان "هناك هدف استراتيجي للدولة بأن تكون أبوظبي مكانا للسياحة والأعمال والثقافة والرياضة، وعلى صعيد الرياضة لا يوجد أهم من الفورميولا وان"، مضيفا "أن المنافسة مع حلبات أخرى ومنها حلبة البحرين ليس من أهدافنا، بل إننا نعتبر فورميولا وان أداة للاتصال بالعالم؛ لأن العقد الموقع لتنظيم السباقات يمتد لسبع سنوات حتى عام 2016".

التفاؤل ينسحب أيضا على توقع نجاح السباق الأول في العاصمة الإماراتية بقول جوردجيان "باعتقادي أن حلبة مرسى ياس ستكون مهمة جدا لعالم الفورميولا وان، للفرق والإعلام والجمهور، فالجميع لديه شغف لرؤية الجيل الجديد من الحلبات، وأتوقع أيضا أن تمتلئ المدرجات التي تتسع لخمسين ألف متفرج، وغرف الفنادق (2500 غرفة فقط في فنادق جزيرة ياس)، كما أعتقد بأن الإثارة ستكون موجودة كما كانت في السباق الأخير من بطولة العام الماضي".

وحسم البريطاني لويس هاميلتون اللقب في السباق الأخير في البرازيل بعد منافسة شرسة مع البرازيلي فيليبي ماسا.

جوردجيان لم يلغِ تماما فكرة استضافة أبوظبي سباقا ليليا كما حصل في سنغافورة العام الماضي "ما أؤكده أن الحلبة ستجهز الآن بالإنارة لأننا سنستضيف العديد من الأحداث".

لكن بيرني إيكليستون المدير التجاري لسباقات الفورميولا وان أكد أن "بطولة العالم ستشهد سباقا ليليا واحدا فقط في سنغافورة".

وجرى تعديل على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، فألغي الجزء الثابت منها الذي يفتح للسيارات العادية كل يوم كما يحصل في موناكو؛ إذ أكد جوردجيان في هذا الصدد "منذ قدومي إلى أبوظبي عدلت في الحلبة، فلم يعد هناك جزء ثابت منها بل أصبح لدينا حلبتين يمكن أن تستعملا في الوقت ذاته ولأغراض مختلفة".

يذكر أن رياضة السيارات باتت تحظى بشعبية جارفة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، فبالإضافة إلى استضافة البحرين لأحد سباقات فورميولا وان فقد استضافت الأردن إحدى جولات بطولة العالم للراليات العام الماضي، كما تستضيف قطر على حلبة لوسيل إحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية (موتو جي بي) منذ عام 2004.

ليست هناك تعليقات: