السبت، 28 فبراير 2009

بويمي رسمياً مع تورو روسو


أعلنت حظيرة "سكوديريا تورو روسو" رسمياً أن السويسري سيباستيان بويمي سيكون ضمن عداد الفريق المشارك في نسخة العام 2009 من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان.

ويعتبر هذا الإعلان بمثابة خطوة كبيرة للسائق اليافع (20 عاماً) الذي شارك في العام الماضي ضمن بطولة "جي بي 2" فضلاً عن أدائه دور السائق الاحتياطي لدى فريق "ريد بول ريسينغ" الذي تقوم فيراري بتزويده بالمحركات.

وجاء في بيان رسمي صادر عن "ريد بول" أن الكشف عن هوية زميل بويمي في الفريق المشارك ضمن بطولة العالم للفئة الأولى سيتم قبيل السباق الافتتاحي للسلسلة والمقرر في استراليا في 29 آذار/مارس المقبل.

وقال مدير الفريق فرانز توست: "تفاجأ المهندسون في حظيرتنا بالسرعة التي يقود بها بويمي السيارة وقدرته على التعلم والتأقلم بشكل سريع مع ما يطلب منه وعلى التطور خصوصاً خلال التجارب التي شارك بها في العام الفائت.

ولا شك في أن كل ذلك، مضافاً إلى تألقه في بطولة "جي بي 2"، كان كفيلاً بإقناعنا على القيام بخطوة التعاقد معه"، وتابع: "كما أن الارتباط به يؤكد التزامنا بالسياسة التي وضعها مالك الفريق ديتريتش ماتيشيتز والآيلة إلى الاعتماد على شبان من برنامج ريد بول للسائقين الصاعدين" والذي يعتبر بويمي أحد أبرز اكتشافاته.

من جهته، قال السائق السويسري: "سأقوم بكل ما أستطيعه لتحقيق أفضل النتائج للفريق واثبات أن ثقة ريد بول بي كانت في محلها".

معلوم أن سويسرا لم تنجب الكثير من السائقين الذين لمعوا في مجال فورمولا وان، إلا أنها تمثلت في الموسم الأول من بطولة العالم في العام 1950 عبر تولو دي غرافنرايد وتوني برانكا، غير أن أول من رسخ حضورها بقوة في الفئة الأولى كان رودي فيشر منهياً منافسات الموسم 1952 في المركز الرابع.

وظلت البلاد حاضرة في البطولة من خلال سائق أو أكثر باستثناء الأعوام 1955 و1958 و1959 و1960 حين اكتفت بمتابعة المنافسات دون سفير لها.

وكان لزاماً على هذه الدولة الواقعة في قلب "القارة العجوز" الانتظار حتى 1986 لتجد أحد أبنائها، جو سيفرت، يقف على أعلى نقطة من منصة التتويج في أحد السباقات، وكان ذلك خلال جائزة بريطانيا الكبرى، مع العلم أن السائق نفسه أنهى الموسم في المركز السابع على سلم الترتيب العام.

وبين العامين 1970 و1979، عرفت سويسرا أعظم سائقيها على الإطلاق، كلاي ريغاتزوني الذي أنهى موسمه الأول في المركز الثالث مسجلاً انتصاراً رائعاً في جائزة ايطاليا الكبرى، قبل إن يحل سابعاً في 1971 خلف مواطنه سيفرت الخامس.

وفي 1972، أنهى المنافسات سابعاً، وفي 1973 تقهقر إلى المركز الثامن عشر.

وكان ريغاتزوني على موعد مع المجد في العام 1974 عندما أنهى الموسم في مركز الوصافة برصيد 52 نقطة متخلفاً بفارق ثلاث نقاط فقط عن البرازيلي ايمرسون فيتيبالدي بطل العالم (55 نقطة).

وأنهى السائق نفسه الموسمين 1975 و1976 في المركز الخامس قبل أن يتراجع إلى الترتيب 17 في 1977، والى الترتيب 16 في 1978، ويعود إلى الخامس في العام 1979.

وبعد حقبة ريغاتزوني الرائعة، عاشت سويسرا في الظل حتى أنها لم تتمثل بأي سائق في المواسم 1988 و1989 و1991 و1993.

وكان أخر اسم سويسري في بطولة العالم متمثلاً في جان دوني ديليتراز الذي أنهى نسخة 1995 في المركز ما قبل الأخير.

ومنذ العام 1996 وحتى العام 2008، أي طيلة 13 سنة من الزمن، غابت سويسرا عن أجواء الفئة الأولى تماماً، إلى أن جاء بويمي ليمنحها أملاً بالعودة إلى حلبات أصعب والرقى واهم رياضة ميكانيكية على الإطلاق.

معلوم أن سويسرا كانت حاضرة في روزنامة بطولة العالم لسباقات فورمولا وان ابتداءً من عامها الأول، وتوّج بباكورة سباقاتها في 1950 الايطالي نينو فارينا، قبل أن ينتزع الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو اللقب في 1951، والإيطالي بييرو تاروفي في 1952، والإيطالي البرتو اسكاري في 1953، وفانجيو مجدداً في 1954.

وأقيمت السباقات الخمسة برمتها على حلبة "برمغارتن" الشهيرة، غير أن النشاط على مستوى رياضة المحركات انقطع تماماً في البلاد ابتداءً من العام 1955 وذلك بقرار سياسي اعتبر مزاولة أي نشاط رياضي ميكانيكي جرماً يحاسب عليه القانون.

ويعود السبب في ذلك إلى مقتل 82 متفرجاً على اثر حادث مريع تعرض له وتوفي على إثره أيضاً الفرنسي بيار لوفيغ، سائق مرسيدس، في تلك السنة المشؤومة خلال سباق "لومان 24 ساعة".

ولا يخفى على أحد أن إقامة أي سباق في سويسرا يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن لأن ثمة مجموعة كبيرة من السياسيين المحليين الذين يعارضون بصرامة الفكرة بحجة أن من شأن بناء الحلبات وإقامة السباقات أن يؤثر سلبياً على البيئة في البلاد.

ليست هناك تعليقات: