أعلن فريق الفورمولا واحد BMW Sauber انطلاق موسم الفورمولا واحد لعام 2009 من فالنسيا برفع السائقان روبرت كوبيكا -24 عاماً- ونيك هايدفيلد -31 عاماً- الستار عن سيارة BMW Sauber F1 الجديدة، أخذ كوبيكا السيارة في لفّتها الأولى على حلبة السباق في جنوب إسبانيا.
وقال ماريو ثيسن، مدير BMW Motorsport، : "لقد عملنا بجدية على تحسين أدائنا بما يتناسب مع باقي المتسابقين. فقد احتلينا المرتبة الأولى والثانية في كندا واعتلينا المنصّة 11 مرّة عام 2008. ونحن نسعى إلى الحفاظ على مصداقيتنا الممتازة عام 2009 مع العمل في الوقت عينه على تعزيز مستويات أدائنا لنتصدّر الطليعة بشكل متواصل. كما ندرك أنّ طموحاتنا عالية جدّاً. وهذه هي المرحلة الأخيرة من التطوّر، ولا شكّ في أنّها الأصعب على الإطلاق".
شكّل بناء السيارة تحدياً هائلاً ، أما التغييرات الأساسية التي أجريت على الأنظمة فأدّت في معظم الأحيان إلى عدم الاستفادة من ثمار الخبرات السابقة على الإطلاق.
بدأ العمل على تطوير سيارة سباق مختلفة تماماً عن سواها قبل الوقت المعهود بفترة طويلة ، فقد بدأت مرحلة تطوير السيارة النموذج في شهر فبراير من عام 2008. تتمتّع سيارة 2009 بتصميم مختلف بالكامل عن سابقاتها إذ باتت مقدّمة السيارة أكثر ارتفاعاً وأعرض من السابق، ويتألّف الجناح الأمامي الضخم من ثلاثة عناصر ويمتدّ على عرض السيارة.
ومن ناحية أخرى، فالجناح الخلفي أرفع بكثير، وذلك وفقاً للأنظمة الجديدة، ويُعتبر مرتفعاً جدّاً مقارنة بالسابق بوجه الهواء المتدفّق. كما أضيفت إلى السيارة ديناميات هوائية معقّدة، مثل اللوحات الحارفة للهواء، وفتحات التبريد التي تمّ تقليص حجمها إلى أقلّ درجة ممكنة. ومن المواصفات الملفتة للنظر أيضاً، نذكر الغطاءين الجانبيّين اللذين أصبحا أكثر ارتفاعاً وفي المقدّمة.
إلى ذلك، يشهد عام 2009 عودة العجلات الملساء إلى ساحة الفورمولا واحد، ما سيمنح السيارة مزيداً من التشبّث الأمامي ويجعل دفع المزيد من الوزن في مقدّمة السيارة احتمالاً مثيراً للاهتمام ، وفي المقابل، ثمّة تعديل جديد يعود إلى الفِرَق اختيار دمجه في الموسم التالي أم لا، وهو نظام KERS أو نظام استرداد الطاقة الناشطة، مع العلم أنّ أجزاء هذه النظام تضيف بعض الثقل إلى الجزء الخلفي من السيارة.
وإلى جانب الديناميات الهوائية والاستفادة القصوى من الإطارات الملساء، يمثّل دمج نظام استرداد الطاقة الناشطة KERS تحدّياً أساسياً جديداً بالنسبة للمهندسين. ولهذا الغرض، تمّ تعديل المحور الأمامي وأعيد تصميم المحور الخلفي بشكل مختلف.
يهتمّ بنموذج F1.09 ويلي رامبف، كما إنّه سيشرف أيضاً على العمليات على حلبة السباق بصفته منسّق فنّي، في حين سيقود السيد والتر ريدل، المدير الإداري لـBMW Sauber AG القسم الفنّي في هينويل في سويسرا وهو مسؤول عن تطوير السيارة.
وبينما الهيكل من صنع الفريق العامل في هينويل، تمّ تطوير تقنية KERS في ميونخ، حيث يعمل ماركوس ديوسمان (رئيس قسم القوّة الدافعة للسيارة) وفريقه على تطوير محرّك السيارة 8 سيلندر على شكل V من أجل الأميال الإضافية التي تنصّ عليها الأنظمة الجديدة. كما يحقّ لكلّ سائق بثمانية محرّكات مقابل 17 سباق لعام 2009.
قد يكون التغيير شاملاً على صعيد هندسة السيارة، غير أنّ التغيير لم يلحق بالسائق. وسوف يتألّف فريق BMW Sauber مرّة جديدة من البولندي روبرت كوبيكا والألماني نيك هايدفيلد، كما يبقى الأسترالي كريستيان كلين، 26 عاماً، من ضمن الفريق كسائق اختبار واحتياط.
قدم سائقا الفريق نتائج مدهشة عام 2008، وحقّق كوبيكا أكبر عدد من النقاط لصالح الفريق. وأضاف البولندي اسمه إلى لائحة سائقي الفورمولا واحد الفائزين في كندا، وحلّ أوّلاً في البحرين، كما تمكّن من احتلال المركز الثاني ثلاث مرّات، والمركز الثالث ثلاث مرّات خلال عام 2008.
وهو يأمل قائلاً: "إنّنا نبدأ الموسم بقوّة تماماً كما كنّا عليه عام 2008، ويمكننا أن نحافظ على هذا المستوى من الأداء إلى السباق الأخير."
ومن ناحية أخرى، حلّ هايدفيلد، شريك كوبيكا في الفريق، ثانياً في أربع سباقات، وسجّل الدورتين الأوليين الأسرع للفريق عام 2008. وتعليقاً على الموسم المقبل، يقول: "بدأ الفريق بالعمل على باقة كبيرة من التغييرات منذ وقت مبكر. وإنّني واثق من أنّنا باستعداد تام ، وأتطلع قدماً إلى السباق الأوّل حيث سنرى ما إذا تبدّلت موازين القوى".
قام فريق BMW Sauber F1 بتحضيرات مكثّفة جدّاً لعام 2009 وذلك سعياً لتحقيق أحدث طموحاته. وشمل ذلك تجارب اختبار مبكرة مع نظام KERS والعناصر الهوائية الجديدة. ويفسّر ثيسن قائلاً : "خلال الأعوام الثلاثة من تأسيس فريق BMW Sauber F1، تمكّنا على الدوام من بلوغ الأهداف التي نحدّدها لأنفسنا، ونحن متأكّدون من أنّنا نستطيع تكرار ذلك هذا الموسم. ولكن مهما كان الفريق متحمّساً ومهما كان مستوى الإعداد والتدريب الذي يتلقّونه، لم يكن يوماً قياس تقدّمهم مقارنة بالمسابقة بالأمر الصعب" فعلى حدّ قول ثيسين: "يمكنك دوماً التخطيط لمستوى أدائك، ولكن لا يمكنك التخطيط لنتائجك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق